للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تسمية الرجال بالقوم دون النساء لقوامتهم بالأمور.

قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات ١١].

• قال السمعاني - رحمه الله -: " وإنما سُمِّي الرجال قوماً دون النساء، لأنهم الذين يقومون بالأمور ". (١)

الدراسة:

استنبط السمعاني من سبب تخصيص الرب سبحانه لفظ القوم للرجال دون النساء، عند نهيه سبحانه لهم عن السخرية، بأن الرجال هم الذين يقومون بالأمور ومتطلبات الحياة، بخلاف النساء، ووجه الاستنباط أن الله عطف النساء على القوم، وذلك يدل على عدم دخولهن فيه، قال الماوردي: "ويسمى الرجال قوماً لقيام بعضهم مع بعض في الأمور، ولأنهم يقومون بالأمور دون النساء ". (٢)

وممن ذكر ذلك من المفسرين أيضا: ابن الجوزي، والقرطبي، والبيضاوي، والنسفي، وأبو السعود، والألوسي. (٣)

ومما يؤيد هذا الاستنباط الاستشهاد بآية أخرى وهو قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}، فأثبت الله لهم القوامة على النساء لقيامهم بأمور النساء، وغيرها من الأمور، فهذه الآية معضدة لصحة هذا الاستنباط، والله أعلم.


(١) تفسير السمعاني (٥/ ٢٢١).
(٢) النكت والعيون (٥/ ٣٣١).
(٣) انظر: زاد المسير (١/ ٦٦)، والجامع لأحكام القرآن (١٦/ ٣٢٤)، وأنوار التنزيل (٥/ ٢١٧)، ومدارك التنزيل (٣/ ٣٤٣)، وإرشاد العقل السليم (٦/ ١٨٦)، وروح المعاني (١/ ٢٦٠).

<<  <   >  >>