للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مشروعية حمد الله على هلاك الكفار.

قال تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام ٤٥].

• قال السمعاني - رحمه الله -: " وقوله تعالى {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حمد الله نفسه على إهلاكهم واستئصالهم، وفيه تعليمنا الحمد لله على هلاك الكفار ". (١)

الدراسة:

استنبط السمعاني في هذه الآية مشروعية حمد الله على ما يلحق بالكفار من العذاب وسوء المآل، ووجه الاستنباط أن الله أعقب بعد ذكر هلاك الكفار، وقطع دابرهم، ذكر حمده لذاته سبحانه، والذي يبنى عليه حمدنا له سبحانه على ما أنعم به علينا من دحر الظالمين، وإهلاك الكافرين بتسليط ألوان العذاب الدنيوي والأخروي عليهم.

قال الزمخشري: " وفي هذا إيذان بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة، وأنه من أجل النعم، وأجزل القسم، فهو إخبار بمعنى الأمر، تعليماً للعباد ". (٢)

وقد وافق السمعاني بهذا القول: السمرقندي، وابن عطية، والبغوي، وابن الجوزي، والخازن. (٣)

واستنبط القرطبي أيضا أن في هذه الآية حجة على الكافرين بوجوب الكف عن هذا الظلم لما فيه من سوم الله لهم بأفعالهم سوء العذاب وحمده سبحانه على ذلك، قال: " وتضمنت هذه الآية الحجة على وجوب ترك الظلم، لما يعقب من قطع الدابر، إلى العذاب الدائم، مع استحقاق القاطع الحمد من كل حامد ". (٤) والله أعلم.


(١) تفسير السمعاني (٢/ ١٠٤).
(٢) الكشاف (٢/ ٢٤).
(٣) انظر: بحر العلوم (٢/ ٣٦)، والمحرر الوجيز (٢/ ٤١٠)، ومعالم التنزيل (٣/ ١٤٤)، وزاد المسير (٢/ ٣٣٥)، ولباب التأويل (٢/ ١١٣).
(٤) الجامع لأحكام القرآن (٦/ ٢٤).

<<  <   >  >>