والصحيح والله أعلم أن ما ذكره الألوسي فيه نظر، بحيث أنه لا يمكن البتة من أي عبد كائنا من كان أن يعبد الله بغير معونة منه سبحانه، وأنه لا يطلب عون منه سبحانه إلا وهو في الوقت نفسه في عبادة محضة.
ويتبين مما سبق أن ما ذكره السمعاني وممن وافقوه في سبب تكرار المفعول - إياك - هو اختصاصه سبحانه أيضا بالاستعانه وقصرها وإخلاصها له سبحانه وتفخيم لذاته سبحانه، وما زاده الثعلبي في أن من أسرار التكرار هو التأكيد، يتبين بعد ذلك أن هذا هو عين الصواب، والله أعلم.
تخصيص المتقين بالذكر للتشريف ولانتفاعهم دون سواهم.
قال تعالى:{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة ٢].
• قال السمعاني - رحمه الله -: " فإن قال قائل: لم خص المتقين بالذكر وهو هدى لجميع المؤمنين؟ قيل: إنما خصهم بالذكر تشريفا، أو لأنهم هم المنتفعون بالهدى، حيث نزلوا منزل التقوى دون غيرهم، فلهذا خصهم به ". (١)
الدراسة:
استنبط السمعاني رحمه الله في سبب تخصيص المتقين بالذكر مع أن هذا القرآن هدى للعالمين أجمع، وذلك لشرف المتقين على من سواهم، أو لكونهم منتفعون من هذا الهدى دون غيرهم ممن ضل عن هذا النور المبين.