للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

شدة بصيرة الكفار في غيهم وضلالهم.

قال تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} الأنفال ٣٢].

• قال السمعاني - رحمه الله -: " وهذا يدل على شدة بصيرتهم في الكفر، وأنه لم تكن لهم شبهة وريبة في كذب الرسول، لأن العاقل لا يسأل العذاب بمثل هذا متردد في أمره، وهذا دليل على أن العارف ليست بضرورته ". (١)

الدراسة:

استنبط السمعاني من سؤال كفار قريش الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم العذاب بأن في هذا دلالة واضحة وبينة بشدة بصيرتهم وانعقاد قلوبهم على الكفر، وأنه ليس لديهم أدنى شك في كذب وافتراء ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ووجه استنباطه سؤالهم العذاب دون ترددهم بأن دعوا ربهم بأن يمطر عليهم حجارة من السماء إن صح ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

قال الشوكاني: " قالوا هذه المقالة مبالغة في الجحود والإنكار ". (٢)

ويبين حقيقة استنباط السمعاني ما دلت عليه نصوص القرآن والسنة من عناد الكفار والمشركين واستكبارهم وانعقاد قلوبهم على صحة وسلامة الطريق الذي يسلكونه لجهلهم وعنادهم أعاذنا الله من إضلال الحق، وإحقاق الباطل، قال ابن كثير: " فكانوا يطلبون من الرسول أن يأتيهم بعذاب الله، وذلك من شدة تكذيبهم وكفرهم وعنادهم ". (٣)


(١) تفسير السمعاني (٢/ ٢٦١).
(٢) فتح القدير (٣/ ١٧٥).
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/ ٤٣٣).

<<  <   >  >>