للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تخصيص الناصية بالذكر للإذلال والخضوع.

قال تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود ٥٦]

• قال السمعاني - رحمه الله -: وقوله: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} معناه: ما من دابة إلا وهي في قبضته وتنالها قدرته، وخص الناصية بالذكر، لأن الإذلال والإقماء (١) في أخذ الناصية ". (٢)

الدراسة:

استنبط السمعاني من تخصيص الناصية بالذكر دون سائر الجسد مع أنه آخذ بكل شيء سبحانه، ولا راد لأمره شيء، وذلك لأن العرب تستعمل ذلك في وصفها من وصفته بالذلة والخضوع فتقول: " ما ناصية فلان إلا بيد فلان " فلهذا اختار سبحانه الناصية دون سواها لأن كل الخلق والدواب خاضعون لعظمته ومبهورون من قدرته.


(١) الإقماء: قمأ، يقمأ، قماءة، وقمؤ الرجل بالضم، وصار قميئا وهو الصغير الذليل، وأقمأته صغرته وذللته. انظر: الصحاح (٢/ ٩٤)، وتاج العروس (١/ ٧٣).
(٢) تفسير السمعاني (٢/ ٤٣٦).

<<  <   >  >>