وافت أبا المظفر المنية يوم الجمعة الثالث والعشرين، من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة للهجرة، وعمره آنذاك ثلاث وستون سنة، في مدينة مرو، قضاها رحمه الله في طاعة لله، وطلب علم لنيل رضاه، وتعليم لخدمة هذا الدين وتدريس، ومدارسة، ودفن في إحدى مقابر مرو، فأسكنه الله فسيح جناته، وأسبغ عليه من عظيم فضله. (١)
[التعريف بكتابه تفسير القرآن العظيم]
[قيمة تفسيره]
يعد تفسير أبي المظفر السمعاني من أنفس وأعظم تفاسير السلف، ولم يكن ذلك التفسير بتلك المنزلة إلا لتضلع مؤلفه رحمه الله من العلم حتى أنزل ما قد علمه وتعلمه على تفسيره ومؤلفاته عموما، فكان تفسيره مأثورا يفسر فيه كلام الله بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين، مثبتاً فيه عقيدة أهل السنة والجماعة، ومدافعا عنها بإبطال ما خالفها، صابغا عليه بصبغة ما يخدم الآية لتبيين المعاني من ذكر القراءات، وأسباب النزول، مستشهدا باللغة وكلام العرب عند تفسيره لبعض الآيات، وإن كان يذكر الإسرائيليات أحيانا في تفسيره، حاويا هذا التفسير العديد من المسائل الفقهية والقضايا الأصولية، والجوانب التربوية والسلوكية، وغير ذلك.
مع أمانة مؤلفه عند عزو الأقوال إلى من سبقه عليها سواء أكان ذلك العزو مجملا أو معينا لصاحبه.