للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يلزم مضي الشفاعة للحصول على أجرها.

قال تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} [النساء ٨٥]

• قال السمعاني - رحمه الله -: " واعلم أن الإنسان يؤجر على الشفاعة، وإن لم يشفَّع؛ لأن الله تعالى يقول: {مَنْ يَشْفَعْ}، ولم يقل: من يُشَفَّع، وقد روى أبو موسى الأشعري عن رسول الله أنه قال: " اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء " (١). (٢)

الدراسة:

استنبط السمعاني رحمه الله من صريح الآية أن الإنسان يؤجر على شفاعته دون النظر في مضي تلك الشفاعة من عدمها، ووجه استنباطه هنا أن الله لم يشترط في الحصول على الأجر أن تمضي تلك الشفاعة أو ترد، فقد قال الحق: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا}، ومن أوجه الاستنباط أيضا ما استدل به السمعاني من السنة المطهرة من قول النبي صلى الله عليه وسلم (اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء) (٣) لأن النبي صلى الله عليه وسلم علق الأجر بالشفاعة ولم يعلق الأجر بقبولها.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الزكاة - باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها - حديث ١٣٦٥ (٢/ ٥٢٠). ومسند الإمام أحمد (٤/ ٤٠٠).
(٢) تفسير السمعاني (١/ ٤٥٥).
(٣) سبق تخريجه في هذا الاستنباط.

<<  <   >  >>