للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ذكر ذلك الكرماني (١) في أسراره (٢)، وممن وافقه أيضاً من المفسرين: الثعلبي، وأبو حيان، وابن كثير، وحقي، ومحمد رشيد رضا. (٣)

وزاد الثعلبي استنباطا آخر في سبب التكرار فقال: " وانما كرر إياك ليكون أدل على الإخلاص والإختصاص والتأكيد، لقول الله تعالى خبرا عن موسى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} ولم يقل: (كي نسبحك ونذكرك كثيرا) ". (٤)

وقد ذكر الألوسي وجها آخر في سبب تكرار المفعول إياك بتبيينه أنه في حال الاقتصار على مفعول واحد يفهم منه أنه لا يتقرب إليه سبحانه إلا بالجمع بين العبادة والاستعانة معا، بمعنى أنه لا يعبد بلا استعانة ولا يستعان بلا عبادة وإنما يعبد على وجه الاستقلال ويستعان على وجه الاستقلال، وقد يجتمعان، لذا وجب التكرار، بمعنى أن التكرار للضمير هنا قطع الاشتراك بين العبادة والاستعانة. (٥)


(١) الكرماني: هو محمود بن حمزة بن نصر الكرماني، يعرف بتاج القراء، برهان الدين، أبو القاسم، مقرئ، مفسر، فقيه، نحوي، صرفي، قال ياقوت: هو تاج القراء، وأحد العلماء الفهماء النبلاء، صاحب التصانيف والفضل، كان عجبا في دقة الفهم وحسن الاستنباط، لم يفارق وطنه ولا رحل، صنّف: لباب التفسير، والإيجاز في النحو اختصره من الإيضاح، والنظامي في النحو اختصره من اللمع، والإفادة في النحو، والعنوان، وغير ذلك. توفي سنة ٥٠٥ هـ. انظر: الأعلام (٧/ ١٦٨)، وبغية الوعاة (٢/ ٢٧٧).
(٢) انظر: أسرار التكرار من القرآن للكرماني (١/ ٢٠).
(٣) انظر: الكشف والبيان (١/ ١١٨)، والبحر المحيط (١/ ١١)، وتفسير القرآن العظيم (١/ ١٣٤)، وروح البيان (١/ ١٠)، وتفسير المنار (١/ ٥٠).
(٤) الكشف والبيان (١/ ١١٨).
(٥) انظر: روح المعاني (١/ ٩٠).

<<  <   >  >>