للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن عادل الحنبلي: " وذكر اللمس ولم يذكر المعاينة، لأن اللمس أبلغ في إيقاع العلم من الرؤية، ولأن السحر يجري على المرئي، ولا يجري على الملموس". (١)

وقد وافق السمعاني على هذا الاستنباط: الماوردي، والزمخشري، وابن الجوزي، وأبو حيان. (٢)

وقد ذكر استنباط آخر يؤيد المعنى المستنبط الأول، وذلك بأن التعبير باليد في الملامسة دون سائر الأعضاء فيه مبالغة في التأكيد باللمس لأن اليد أقوى في اللمس والإدراك من بقية الأعضاء، ومع ذلك لا يزيدهم هذا وغيره إلا عنادا واستكبارا. ذكره ابن الجوزي، وأبو حيان. (٣)


(١) اللباب في علوم الكتاب (٨/ ٣٦). وقد ذكر الماوردي ثلاثة أوجه في سبب تخصيص ذكر اللمس دون المعاينة منها ما ذكر أعلاه وهي: أولا: أن نزوله مع الملائكة وهم لا يرون بالأبصار، فلذلك عبر عنه باللمس دون الرؤية، ثانيا: لأن الملموس أقرب من المرئي، ثالثا: لأن السحر يتخيل في المرئيات، ولا يتخيل في الملموسات. انظر: النكت والعيون (٢/ ٩٥).
(٢) انظر: النكت والعيون (٢/ ٩٥)، والكشاف (٢/ ٦)، وزاد المسير (٢/ ٢٩٩)، والبحر المحيط (٤/ ٦١).
(٣) انظر: زاد المسير (٢/ ٢٩٩)، والبحر المحيط (٤/ ٧٨).

<<  <   >  >>