للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد عرفه الدكتور مساعد الطيار: بأنه عملية عقلية تعتمد على قدرة المجتهد في استخراج الفوائد المترتبة على النص الشرعي. (١)

وقد تعرض السمعاني لتعريف الاستنباط بمعنييه اللغوي والاصطلاحي عند تفسيره لقوله تعالى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ}. فقال: " والاستنباط هو استخراج العلم، ومنه النبط، وهم قوم يستخرجون الماء ". (٢)

ثم سار السمعاني على وفق هذا المنهج مؤمنًا بقول الحق تبارك وتعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} معتقدًا شمولية هذا الكتاب العزيز لكل شيء من قوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} فأصبح مفسرًا للآيات ومبيناً لمعانيها، ثم مستخرجاً لما تحمله بعض الآيات من الحكم والفوائد والعلوم، سواء أكان ذلك الاستنباط فقهياً أو عقدياً أو أصولياً أو غير ذلك من مواضيع الاستنباطات عنده، منوعاً رحمه الله في طرق الاستنباط فتارة تجده يستنبط بطريق دلالة النص أو عن طريق المفهوم أو بطريق الالتزام، أو بطريق الاقتران أو غير ذلك من أنواع الطرق والدلائل كما سيأتي خلال الدراسة.

ومن هنا برزت أهمية الاستنباط، لأنه لا يخفى على ذي لب بعد معرفة معنى الاستنباط أن له أهمية عظيمة وكبيرة، كيف لا، وهذا الاستنباط يستخرج من كلام


(١) مقالة في الفرق بين التفسير والتأويل والاستنباط للدكتور مساعد الطيار ص ٨٤.
(٢) تفسير السمعاني (١/ ٤٥٣).

<<  <   >  >>