للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وممن قال بهذا وأيده الثعلبي، والسمرقندي، والقرطبي، وابن قتيبة، وابن عادل الحنبلي. (١)

وذكر النيسابوري وجهًا آخر في استنباط لفظ المعية للمؤمنين أنها لتشريف المؤمنين لتبعية المنافقين لهم قال: " وعند حصول الشرائط (٢) قال: {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} ولم يقل مؤمنون تشريفاً للمؤمنين أنهم متبعون، والمنافقون بعد الشرائط تبع لهم ". (٣)

واستنبط بعض العلماء من آخر الآية استنباطًا يؤيد المعاني المستنبطة الأولى وذلك بإيقاع أجر المؤمنين بالتسويف لانضمام المنافقين لهم، كما هو في قوله تعالى: {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}، قال القرطبي: "ومن شرط التائب من النفاق أن يصلح في قوله وفعله، ويعتصم بالله أي يجعله ملجأً ومعاذًا، ويخلص دينه لله، كما نصت عليه هذه الآية، وإلا فليس بتائب، ولهذا أوقع أجر المؤمنين في التسويف لانضمام المنافقين إليهم". (٤) وممن قال به أيضا الرازي. (٥)

وعليه يكون استنباط السمعاني سالماً من القدح لموافقة أهل التفسير له وللأوجه الأخرى المستنبطة عند بعض المفسرين، والتي لم تخالف استنباط السمعاني - رحمه الله -.


(١) انظر: والكشف والبيان (٣/ ٤٠٦)، وبحر العلوم (١/ ٤٣٦)، والجامع لأحكام القرآن (٥/ ٤٢٦)، وتأويل مشكل القرآن (١/ ١٤)، واللباب في علوم الكتاب (١/ ١٦٤٥).
(٢) الشرائط هي المذكورة في نفس الآية: التوبة، والصلاح، والاعتصام بالله، والإخلاص لله.
(٣) غرائب القرآن ورغائب الفرقان (٢/ ٥٢٠).
(٤) الجامع لأحكام القرآن (٥/ ٤٢٦).
(٥) انظر: مفاتيح الغيب (١١/ ٢٥٢).

<<  <   >  >>