للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت، ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة. (١)

تم تتالت تلك الأهمية عند قدواتنا من الصحابة رضوان الله عليهم، ومن تبعهم من السلف الصالح، ولم يكن همهم حفظ الآية من القرآن، والوقوف على معناها فحسب، وإنما تمثلوا القرآن حروفه وحدوده في حياتهم وبحثوا عما وراء معنى الآية من اللطائف والفوائد والحِكم، والأحكام.

فبرزت أهمية الاستنباط وآكديته عندهم بعد أن علموا أن بعض الأحكام الشرعية طريق معرفتها هو الاستنباط، قال السمعاني رحمه الله في آية الاستنباط مؤمنا بوجوب التدبر: "قال تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} فأمر بالاعتبار والاستنباط ... وأما الاستنباط هو استخراج المعنى المودع من النص حتى يبرز ويظهر ". (٢) وقال النووي: (وقد قال الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} فالاعتناء بالاستنباط من آكد الواجبات المطلوبة، بأن النصوص الصريحة لا تفي إلا بيسير من المسائل الحادثة، فإذا أهمل الاستنباط، فات القضاء في معظم الأحكام النازلة أو في بعضها) (٣)، وقال


(١) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب العلم - باب الحياء في العلم - حديث ١٣١ (١/ ٦١).
(٢) قواطع الأدلة (٢/ ٩٢).
(٣) شرح النووي لصحيح مسلم (١١/ ٤٩).

<<  <   >  >>