للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومما لا شك فيه أن هذه عقيدة يعتقدها أهل السنة والجماعة، بأنه لا يعذر أحد بجهله في كفره بالله، يؤيد ذلك ذم الله للمغضوب عليهم والضالين، فهم اليهود والنصارى فقد ذمهم الله وفيهم طائفة عرفوا الحق فأعرضوا عنه وهم اليهود، وطائفة اعتقدوا أنهم على الحق فساروا وهم في ضلال وهم النصارى، ومع ذلك لم يفرق الله بينهم في غيهم وضلالهم، قال الشنقيطي: " هذه النصوص القرآنية تدل على أن الكافر لا ينفعه ظنه أنه على هدى، لأن الأدلة التي جاءت بها الرسل لم تترك في الحق لبساً ولا شبهة، ولكن الكافر لشدة تعصبه للكفر لا يكاد يفكر في الأدلة التي هي كالشمس في رابعة النهار لجاجاً في الباطل، وعناداً، فلذلك كان غير معذور ". (١)

وممن أيَّد السمعاني على هذا الاستنباط من المفسرين وقال به: السمرقندي، والبغوي، والرازي، والبيضاوي، وابن كثير، والسعدي. (٢)


(١) أضواء البيان (٢/ ١٣).
(٢) انظر: بحر العلوم (٢/ ١٠٦)، ومعالم التنزيل (٣/ ٢٢٥)، ومفاتيح الغيب (١٤/ ٢٢٨)، وأنوار التنزيل (٣/ ١٦)، وتفسير القرآن العظيم (٣/ ٤٠٥)، وتفسير السعدي ص ٧٦٦.

<<  <   >  >>