للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ذهب إلى ما استنبطه السمعاني جمع من المفسرين، قال القرطبي: " فإن قال قائل: كيف قال: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} ولم يذكر السهل، وقال: {تَقِيكُمُ الْحَرَّ} ولم يذكر البرد؟ فالجواب أنهم كانوا أصحاب جبال ولم يكونوا أصحاب سهل، وكانوا أهل حر ولم يكونوا أهل برد، فذكر لهم نعمه التي تختص بهم كما خصهم بذكر الصوف وغيره، ولم يذكر القطن والكتان ولا الثلج ". (١)

وممن قال بنحو ذلك أيضا: الطبري، والماوردي، وابن عطية، وابن جزي، وابن كثير، والسيوطي، وابن عاشور، وغيرهم. (٢)

وهذه الحكمة والسر في مراعاة أحوال المخاطب، وتذكيره بنعمه سبحانه التي يعرفها العبد ويعيشها صباح مساء تجده في غير ما موضع في القرآن، قال الخازن في تفسيره لهذه الآية المذكور منها هذا الاستنباط بعد أن بين أن هذه النعم تناسب حالهم: " فلهذا السبب ذكر الله هذه المعاني في معرض الامتنان عليهم بها، لأن النعمة عليهم فيها ظاهرة ". (٣)


(١) الجامع لأحكام القرآن (١٠/ ١٥٩).
(٢) انظر: جامع البيان (١٧/ ٢٧١)، والنكت والعيون (٣/ ٢٠٦)، والمحرر الوجيز (٤/ ١٨٨)، والتسهيل لعلوم التنزيل (٢/ ١٥٩)، وتفسير القرآن العظيم (٤/ ٥٩١)، الدر المنثور (٩/ ٩٢)، والتحرير والتنوير (١٣/ ١٩٢).
(٣) لباب التأويل (٣/ ٩٢).

<<  <   >  >>