للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتفسيره لهذه الآيات، ومستدلين أيضا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما، كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم، ثم ينجي الله الذين اتقوا، ويذر الظالمين فيها جثيا). (١)

المخالفون:

خالف السمعاني جمع من علماء العقيدة والتفسير لمن قال بأن المراد بالورود هو الدخول، وقالوا بأن المراد بالورود إنما هو عبور الصراط الذي هو فوق متن جهنم، لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث حفصة أنه قال عليه السلام: (والذي نفسي بيده لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة) فقلت: يا رسول الله أليس الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} فقال: ألم تسمعيه قال: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (٢)، فأشار صلى الله عليه وسلم إلى أن ورود النار لا يستلزم دخولها وأن النجاة من الشر لا تستلزم حصوله بل تستلزم انعقاد سببه.

وهذا القول هو الذي رجحه الطبري في تفسيره، وابن كثير، وشيخ الإسلام، وابن القيم، وابن أبي العز، والشهاب الخفاجي، والزرقاني، وابن عاشور، وغيرهم كثير. (٣)


(١) أخرجه الحاكم في مستدركه - كتاب الأهوال (٤/ ٦٣٠) حديث ٨٧٤٤. قال عنه الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(٢) رواه ابن ماجه في سننه - كتاب الزهد - باب ذكر البعث - (٢/ ١٤٣١) حديث ٤٢٨١. قال عنه الألباني حديث صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة (٥/ ١٩١).
(٣) انظر: جامع البيان (١٨/ ٢٣٤)، وتفسير القرآن العظيم (٥/ ٢٥٤)، ومجموع الفتاوى (٤/ ٢٧٩)، والصواعق المرسلة (٣/ ١٠٥٤)، وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (١/ ٤٠٤)، وحاشية الشهاب الخفاجي (٦/ ١٧٥)، وشرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك (٢/ ١٠٥)، والتحرير والتنوير (١٦/ ٧٠).

<<  <   >  >>