يخلص الأمر على سلامة استنباط السمعاني بدلالة الآية المستنبط منها هذا الاستنباط، وبما دلت عليه بعض النصوص الشرعية، فالآية تدل على ماهية الحالة التي يكون فيها الهوى ضالا وهو متى ما كان مخالفا للحق والهدى، وأما القائلون بأن الهوى لا يوافق الحق فيرد عليهم بما ورد في الأثر من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)(١). فذلك من أقوى الأدلة على جواز أن يكون الهوى موافقا للحق متى ما كان على هدي الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
(١) الأربعين للطوسي (١/ ٥١) - باب التشديد في مخالفة السنة، قال عنه ابن رجب حديث حسن صحيح، انظر: جامع العلوم والحكم (١/ ٣٨٦).