للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال النسفي عند تفسيره لهذه الآية: " .. وفي هذا رد على من زعم أن الله لا يعذب على الشك ". (١)

وقد ذكر جمع من أهل العلم أن للكفر أنواع ومن جملة أنواعه كفر الشك والذي أصله يقوم على التردد وعدم الجزم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وما جاء به واستشهدوا بقصة صاحب الجنة المذكورة في سورة الكهف عند قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (٣٥) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (٣٦) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (٣٧) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} (٢).

وقد ذكر الشنقيطي بعد سوقه لهذه الآيات ونظائرها، بأن الشاك كافر، فقال رحمه الله: " ... وهذه النصوص القرآنية تدل على أن الكافر لا ينفعه ظنه أنه على هدى، لأن الأدلة التي جاءت بها الرسل لم تترك في الحق لبسا ولا شبهة، ولكن الكافر لشدة تعصبه للكفر لا يكاد يفكر في الأدلة التي هي كالشمس في رابعة النهار لجاجا في الباطل، وعنادا، فلذلك كان غير معذور ". (٣)

وممن ذكر هذا الاستنباط أيضا: الرازي، وابن عادل الحنبلي، والسيوطي، والشوكاني، وابن عاشور، والعثيمين. (٤)


(١) مدارك التنزيل (٣/ ١٥٩).
(٢) للاستزادة انظر: الوجيز في عقيدة السلف الصالح للأثري (١/ ١٠٣)، وأصول الإيمان لنخبة من العلماء (١/ ٨٥).
(٣) أضواء البيان (٢/ ١٣).
(٤) انظر: مفاتيح الغيب (٢١/ ١٠٧)، واللباب في علوم الكتاب (١/ ٣٤٢٦)، والإكليل ص ٢١٥، وفتح القدير (٦/ ٢٤١)، والتحرير والتنوير (٢٣/ ١٤٦)، وتفسير القرآن العظيم لابن عثيمين (٦/ ٥٦).

<<  <   >  >>