للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذبيح هو إسحاق أن الله يقول: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} أي أنه عايش في كنف أبيه، وإسماعيل لم يعش في كنف أبيه، كان مع أمه في مكة. (١)

النتيجة:

ما ذهب إليه السمعاني وجمهور العلماء هو الأقرب للصواب، لصراحة أدلتهم، أما ما ذكره المخالفون بأنه ليس هناك مبشر به في القرآن سوى إسحاق، فهذا ليس بدليل أن إسماعيل لا يُبشَّر به أيضًا، بل إن قواعد القرآن قضت بأنه لا يمكن أن يعيد الله البشارة مرة ثانية، فالمبَشَّر به الأول غير المبَشَّر به الثاني، وأما قولهم بأن إسماعيل كان في كنف أمه، فقد ثبت أن إبراهيم عليه السلام لقي ابنه إسماعيل في السن التي كتب الله وأمر أن يذبحه فيها، والله أعلم. (٢)


(١) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٧/ ٣٥)، والدر المنثور (١٢/ ٤٢٩).
(٢) انظر: أضواء البيان للشنقيطي (٢/ ٢٨١). وما ورد في تعيين الذبيح من أقوال الصحابة سواء من قال بأنه إسماعيل أو إسحاق فقد حكم عليه علماء الحديث بأنه لا يعدو إلا أن يكون حديثا ضعيفا أو غريبا. انظر: مجمع الزوائد للهيثمي (٨/ ٣٧١)، وأسنى المطالب للحوت (١/ ١٤٩)، والسلسلة الضعيفة للألباني (١/ ٥٠٣).

<<  <   >  >>