للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أشار بعض المفسرين إلى لفتة أخرى تدل على معنى رائع، وهو القول بأن تسوية البنان الذي هو آخر الجسد فيه دليل على تسوية ما قبله من خلق الإنسان، واستنباطهم هذا بدلالة الالتزام، بمعنى أنه يلزم من خلق وتسوية وإعادة البنان سبق خلق سائر الجسد، قال ابن عاشور: " وإذا كانت هي أصغر الأعضاء الواقعة في نهاية الجسد كانت تسويتها كناية عن تسوية جمع الجسد لظهور أن تسوية أطراف الجسد تقتضي تسوية ما قبلها ". (١)

وقد أيد هذا المعنى النيسابوري، والسعدي. (٢)

والصحيح أنه لا تعارض بين هذين الاستنباطين، لأن من قدر على خلق وتسوية البنان مع دقته ولطافته فهو لما سواه أقدر، ومع ذلك فخلق وإحياء هذا البنان دليل على أن الله قد أحيا وأعاد تسوية ما قبله من العظام وسائر الجسد، والله أعلم.


(١) التحرير والتنوير (٢٩/ ٣١٦).
(٢) انظر: رغائب القرآن (٦/ ٤٠٠)، وتفسير السعدي ص ٨٩٨.

<<  <   >  >>