للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِسْرَارُ الْقِرَاءَةِ، وَقِيلَ: يَجْهَرُ لَيْلًا، وَالأَصَحُّ: نَدْبُ التَّعَوُّذِ دُونَ الافْتِتَاحِ، وَيَقُولُ فِي الثالِثَةِ: (اللَّهُمَّ؛ هَذَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ ... ) إِلَى آخِرِهِ، وَيُقَدِّمُ عَلَيْهِ: (اللَّهُمَّ؛ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيتِنَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا وَصَغِيرِنَا

===

الشافعي (١)، ويضع يديه على صدره بعد كل تكبيرة؛ كما في غيرها.

(وإسرار القراءة) لقول أبي أمامة بن سهل: (السنة: أن يقرأ في التكبيرة الأولى بـ "أم القرآن" مُخافتةً) رواه النسائي (٢)، (وقيل: يجهر ليلًا) لأنها صلاة ليل.

(والأصح: ندب التعوذ) لأنه من سنن القراءة؛ كالتأمين، ولأنه قصير (دون الافتتاح) لطوله، والثاني: يستحبان؛ كالتأمين، والثالث: لا يستحبان؛ لطولهما، بخلاف التأمين.

(ويقول في الثالثة: "اللهم؛ هذا عبدك وابن عبدك ... إلى آخره) (٣) أي: وهو: (خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوبها وأحبائه فيها إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك وأنت أعلم به، اللهم؛ إنه نزل بك وأنت خير منزول به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه، وقد جئناك راغبين إليك شفعاء له، اللهم؛ إن كان محسنًا .. فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا .. فتجاوز عنه، ولقّه برحمتك رضاك، وقه فتنة القبر وعذابه، وافسح له في قبره، وجاف الأرض عن جنبيه، ولقه برحمتك الأمن من عذابك، حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين).

كذا ذكره في "المحرر" تبعًا للشافعي في "المختصر" (٤)، قال البيهقي: وقد التقطه الشافعي من مجموع الآثار الواردة، واستحسنه (٥).

(ويقدم عليه) ندبًا ("اللهم؛ اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا


(١) الأم (٢/ ٢٣٤).
(٢) سبق تخريجه في (ص ٤٤٨).
(٣) في (ب) و (د): (هذا عبدك وابن عبديك).
(٤) المحرر (ص ٨٥)، مختصر المزني (ص ٣٨)، وعبارتهما: (ومحبوبه ... ).
(٥) معرفة السنن والآثار (٥/ ٣٠٣ - ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>