للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مسايل المياه (١) من الجرون (٢). والأول أشهر وأبين، لا سيما مع قوله (٣): "فإن جف ذلك الماء؟ قال يتيمم". فدل أنه لم يقصد المسايل ولا الجراد، وإنما قصد ماء سماء استنقع في أرض (٤).

وقوله (٥): "إنه يخاف أن يكون فيه زِبل؟ قال: لا بأس به". لم يرد أن هذا في الطرق الجوادَّ (٦) والتي (٧) في المدن (التي) (٨) تكون فيها الزبول وأرواث الدواب؛ لأنه لا يأمر (٩) بالتيمم من تلك ولا يجيز الصلاة فيها إلا من ضرورة، وإنما أراد غيرها من الأرضين، وإن جوز (١٠) أن يكون فيها زبل، بخلاف الطرق التي يكثر فيها.

مسألة (١١) مياه "الفلوات يصيبها الرجل قد أنتنت ولا يدري من أي شيء" (١٢)، حمل أبو محمَّد بن أبي زيد (١٣) جواب ابن القاسم فيها أنه لا


(١) في اللسان: رجل: قال شمر: الرجل: مسايل الماء، واحدها رجلة.
(٢) في اللسان: جرن: من معاني الجرن: الأرض الغليظة، والطريق الدارس، والحجر المنقور الذي يتوضأ منه.
(٣) في المدونة: ١/ ٢٥/ ٩ تتمة للنص: "يتيمم بذلك الطين".
(٤) في طرة في ز: "يقول محمَّد بن رشيد: رأيته في نسخة قديمة من المدونة: وسئل عن بئر رجل".
(٥) المدونة: ١/ ٢٥/ ١٠، والكلام تابع لما سبق، والضمير راجع إلى الطين.
(٦) في اللسان: جدد: جمع جادة، سميت كذلك لأنها خطة مستقيمة ملحوبة، أو لأنها ذات جُدَّة وجدود، وهي طُرُقاته، وشركها المخططة في الأرض.
(٧) في خ وق: التي.
(٨) سقطت من خ.
(٩) في ع: لا بأس.
(١٠) في س وع وح: وأرجو، وفي م: وإنما أرجو.
(١١) المدونة: ١/ ٢٥/ ٦.
(١٢) في ع وح: من أي شيء أنتنت، وفي م: من أي شيء هي.
(١٣) عبد الله بن عبد الرحمن النفزي القيرواني، أخذ عن ابن اللباد وابن مسرور العسال والإبياني وأبي العرب، ورحل فسمع من ابن المنذر. وهو إمام المالكية في وقته وجامع مذهبهم، تشهد له كتبه. حاز رئاسة الدين والدنيا، وإليه كانت الرحلة من =