للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهذا ضعيف جداً؛ لأن القدر الذي يتوصل إليه بالحواس في الماء هو ما غلب عليه من النجاسات، وذلك يتوصل (١) إليه في التراب، ولأن الاجتهاد في المياه تجويز (٢) طروّ النجاسات التي لم تغيرها عليها (٣) ممكن تجويزه في الأرض أيضاً، مع أن ما تحل فيه النجاسة من الأرض في جنب الطاهر منها قليل، وهو في الكثير غير معتبر، مع أن اعتبار التجويزات بغير علامات لا أصل له في الشرع، وهو من الوسواس.

وقيل معنى قوله في الكتاب بإعادة الوقت (٤) أن الأرض تُسَفَّي عليها الرياح التراب، فقد اختلط النجس منها بغيره (٥).

وكأن مذهب حمديس (٦) في قوله: إن التيمم على الأرض النجسة مختلف فيه هل يعيد أبداً؟ أن (٧) الأرض وإن لم تظهر فيها النجاسة بخلاف الماء؛ يحمل الماء (٨) النجاسات ما لم تغلبه.

وقد يكون عندي معنى قوله: يعيد في الوقت وتخفيفُه (٩) الأمر مراعاةً


= وذكره ابن يونس في الجامع: ١/ ٥٩، وللرهوني في حاشيته: ١/ ٣٦١: ظاهره أنه لابن يونس، وأنه لم يطلع على قول النعالي وإن كان أقدم منه. (انظر الذخيرة: ١/ ٣٤٩).
(١) في س وع وم والتقييد: ١/ ٨٨: لا يتوصل.
(٢) في حاشية الرهوني: ١/ ٢٥٩: بتجويز.
(٣) في ق وح وط والتقييد: لم تغيرها عليه، وفي ع: لم تغيرها عليهما، وما في ق مناسب لتعبيرها بـ "الماء"، وفي حاشية الرهوني: ١/ ٢٥٩: عليها.
(٤) كذا في خ وح وم، وفي غيرها: بالإعادة في الوقت. وهو واضح. وفي حاشية الرهوني: ١/ ٢٥٩: بإعادة الصلاة في الوقت.
(٥) انظر هذا في الذخيرة: ١/ ٣٤٩، والتوضيح: ١/ ٤٥.
(٦) هو حمديس بن إبراهيم بن أبي محرز اللخمي، من أهل قفصة. نزل مصر وتوفي بها سنة ٢٩٩، سمع من ابن عبدوس ومحمد بن عبد الحكم. قال أبو العرب: فقيه ثقة، وله مختصر للمدونة مشهور. (انظر المدارك: ٤/ ٣٨٤).
(٧) في م: لأن.
(٨) هذا في خ، وفي ق: لأن الماء يحمل النجاسة. وهو أوضح. وفي الرهوني: ١/ ٢٥٩: لحمل الماء النجاسة.
(٩) في س وح وم: وتحقيقه. وليس بصواب.