للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأبى ذلك المحققون (١) من شيوخنا وقالوا: بين المسألتين فرق، وإنما الاختلاف في المسألة الأولى للاختلاف في سلام السهو؛ هل يفصل ويؤثر أم لا على ما تقدم؟ وهذا فلم (٢) يخرج قط من صلاته ولا انفصل عنها، وقد فاته (٣) رجوعه إلى النهضة، إذ لا يرجع إليها إلا بزيادة انحطاط وعمل آخر في الصلاة، كما منع أن يرجع القائم من اثنتين للجلوس لهذه العلة. والذي سلم من اثنتين هو عند بعضهم (٤) في غير صلاة حتى يرجع/ [خ ٦٥] إلى صلاته بإحرامه. وعند من يقول (٥): إن سلامه غير مؤثر ولا يخرجه من صلاته لا يحتاج إلى إحرام ولا جلوس ولا شيء، وقد تقدم الكلام على هذا بأبين وأبسط.

وقوله (٦) في الإِمام إذا استخلف سكراناً أو مجنوناً فصلى بهم فسدت صلاتهم، معناه أنه صلى بالقوم/ [ز ٣٧] شيئاً من الصلاة. وأما نفس تقديمه إذا لم يقتدوا به ولم يعمل عملاً فلا تفسد الصلاة؛ إذ لا يلزم القوم تقديم الإِمام إلا بالتزامهم، وإنما جعل له التقديم لكونه في غير صلاة وهم في شغل من الصلاة عن ذلك، وبدليل قوله (٧): لو تقدم بهم رجل من قبل نفسه فصلى بهم أجزتهم، وكذلك إذا قدموا هم (٨) لأنفسهم، فإذا قدم والتزموا (٩) الإمامة بمقدمه (١٠) كان لهم إماماً وإلا فلا.


(١) يقصد ابن رشد (انظر المقدمات: ١/ ١٧٧).
(٢) في ق وس: لم. وهو أنسب.
(٣) كذا في ز، وفي خ وغيرها: فات.
(٤) كابن القاسم (انظر المقدمات: ١/ ١٧٧).
(٥) كابن الماجشون وابن نافع وأشهب (انظر المقدمات: ١/ ١٧٧).
(٦) المدونة: ١/ ١٥٥/ ٣.
(٧) المدونة: ١/ ١٥٥/ ١.
(٨) لعل الأنسب: قدموه. أو: قدموه هم.
(٩) في س وع وح وم: والتزم. وليس مناسباً.
(١٠) كذا في خ، وعلى صورته كتب في ز، وأضيف له حرف اللام أوله، وعلم عليها علامة غير بينة. وفي ص وق: بتقديمه، وفي ع وح وم: بتقدمه. ويحتمل الصواب كل من: بتقدمه، وبتقديمه.