للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الصلاة للزم أن يعرف الوقت الذي أفاد فيه المال من النهار، وإنما أريد بالحول التوسعة، وما قاربه مثلُه.

وذكر إسحاق بن يحيى (١) عن مالك - وهي رواية زياد (٢) عنه - أن من أدى زكاة ماله قبل حوله (٣) لا تجزئه، كمن صلى قبل الوقت أو صام رمضان قبل الشهر، وليؤدها إذا حلت إلا أن يؤديها قبل ذلك بيسير أو بشهر أو بشهرين أو نحو ذلك، أو يأخذها منه الإمام من غير أن يؤديها طائعاً فتجزئه، فرأى هذا كله مما قارب. وأنكر ابن نافع هذا من قول مالك وقال: لا أعرفه (٤) من قوله ولا بيوم واحد، وإنما يقول: يؤدي ذلك بعد وجوبه، وهو قولي، وأما قبل الوجوب فلا بيوم (٥) واحد ولا ساعة. وهذا يسعد ظاهر قول أشهب. وقال ابن حبيب عمن لقيه: ما قرب؛ الخمسة أيام (٦) والعشرة (٧). وعند محمد (٨): اليوم واليومان. وعيسى عن ابن القاسم (٩): الشهر قريب على تزحيف (١٠) ............................................


(١) لعل المؤلف قلب هذا الاسم وأنه يقصد يحيى بن إسحاق بن يحيى، صاحب "المبسوطة"، وهذا الرأي عزاه ابن رشد في البيان: ٢/ ٣٦٦ للمبسوطة فعلاً.
(٢) يعني شبطون، والرواية ذكرها ابن رشد في المقدمات: ١/ ٣١٠.
(٣) في خ وق ول وع وس: حولها.
(٤) كذا في خ وأصل ز، وأصلح في ز: أعرف، وهو ما في ع وس. وكلاهما ممكن.
(٥) في ق: ولو بيوم.
(٦) كذا في خ وق وس وع وأصل ز، وأصلحت في ز: الأيام، وهو ما في تهذيب الطالب، وفي النوادر: ٢/ ١٩٠: مثل خمسة أيام وعشرة.
(٧) نقل ابن حبيب هذا عمن لقيه من أصحاب مالك، انظر تهذيب الطالب: ٢/ ١٧ ب، والتبصرة: ٢/ ٣٤ ب والنوادر: ٢/ ١٩٠. وعزى ابن رشد لابن حبيب عشرة أيام في المقدمات: ١/ ٣١٠ والبيان: ٢/ ٣٦٦.
(٨) رأيه في النوادر: ٢/ ١٩٠ وتهذيب الطالب: ٢/ ١٨ أوالتبصرة: ٢/ ٣٤ ب والمقدمات: ١/ ٣١٠ والبيان: ٢/ ٣٦٦.
(٩) وهو في العتبية كما في البيان: ٢/ ٣٧١.
(١٠) كتبت هذه الكلمة في خ: ترحيف، وفي ز سكون على حرف الراء وتضبيب عليه، وفي النوادر أيضاً ٢/ ١٩٠: ترحيف، وفي ع وس: تزحيف، وكذا في تهذيب الطالب. ولم أجد معنى: رحف إلا تحديد الشفرة كما في اللسان. ويصحح أنها بالزاي ما يأتي =