للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كفارة واحدة كقوله: والله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، أو: والله والذي (١) لا إله إلا هو والسميع والعليم.

ومعنى قوله (٢) في الكتاب فيمن قال: والعزيز والسميع والعليم، هذه الأسماء وما أشبهها في كل واحدة منها يمين أي إنها أيمان لا تفترق بعضها من بعض في أن تلزم الكفارة في بعضها دون بعض، ولم يرد أنها إذا جمعت كفر عن كل اسم (٣) منها، لأنها راجعة لشيء واحد على مذهب أهل الحق في أن الاسم هو المسمى، أو يدل على شيء واحد على مذهب غيرهم. فلا فرق بين قول مالك هذا وبين قولك: والله والله والله، أو والسميع والسميع والسميع.

واختلف في جمع الصفات في يمين واحدة فقيل (٤): ظاهر "المدونة" أن في كل واحدة منها كفارة فرقت أو جمعت، وإن كان لفظه في الكتاب في ذلك على مساق لفظه في الأسماء (٥)، وفرقوا بينها لافتراق معانيها. وفي كتاب ابن حبيب (٦) أن فيها إذا جمعت كفارة واحدة.

وفرق متأخرو الأشياخ (٧) بين ما يرجع منها إلى معنى واحد فيكون/ [خ ١٢٥] فيه كفارة واحدة، وأما ما اختلفت معانيه فيكون في كل مختلف منها كفارة. وهذا يحتاج إلى تدقيق وتحقيق (٨). وذهب بعضهم إلى أن الخلاف فيها مبني على الخلاف في جواز القول فيها بالاختلاف أو بالتغاير أم لا.


(١) في ق: الذي. وهو ينافي السياق.
(٢) المدونة: ٢/ ١٠٣/ ٣.
(٣) في ع وس وم وح والتقييد: ٢/ ٢٦٧: قسم. وليس هو المقصود.
(٤) نقل عبد الحق هذا القول في التهذيب: ٢/ ٩٦ أعن أبي عمران وِجادة.
(٥) في المدونة: ٢/ ١٠٣/ ٧: "قلت: أرأيت إن قال وعزة الله وكبرياء الله وقدرة الله وأمانة الله؟ قال: هذه عندي أيمان كلها وما أشبهها".
(٦) انظره في النوادر: ٤/ ١٤، وتهذيب الطالب: ٢/ ٩٤ ب، والمنتقى: ٣/ ٢٤٥.
(٧) مثل عبد الحق في التهذيب: ٢/ ٩٤ ب، والتونسي كما في البيان: ٣/ ١٧٨.
(٨) غمز ابن عبد البر في التمهيد منهج الفقهاء الفروعيين في هذا وقال: ليسوا في هذا بخلاف.