للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الذات وأسماء الصفات كلها أيمان. وما وقع من خلاف في بعضها مما أشرنا إليه إنما هو فيما يحتمل أن يرفع (١) إلى الأفعال وما خلقه الله وجعله لعباده من رزق وأمانة وعزة. وقد بين ذلك أشهب (٢) في قوله: في العزة والأمانة وأجاد.

ومسألة الحالف بالقرآن والمصحف والخلاف/ [خ ١٢٦] في ذلك راجع في التأويل إلى فعل العباد من القراءة كما قال (٣):

يُقَطَّعُ الليل تسبيحا وقرآنا

أو إلى جرم المصحف وأوراقه (٤).

وقوله (٥): أعزم ليست بيمين، وإن قال أعزم عليك بالله هو بمنزلة أسألك بالله؛ لا كفارة في ذلك. وقال في الإيلاء (٦): إن قال أعزم وأعزم على نفسي، فإن نوى بالله فهي يمين. هكذا اختصره المختصرون (٧). فافهم الفرق بيْن "عليك"، و"على نفسي"، فإن قوله: على نفسي، وقعت موقع


(١) كذا في خ، وفي ق: ول وع وس وح: يرجع. ولعله الصواب.
(٢) وذلك في النوادر: ٤/ ١٥ وكلامه في المنتقى: ٣/ ٢٤٥ أوضح؛ قال: "روى أشهب: من حلف بأمانة الله التي هي صفة من صفاته فهي يمين، فإن حلف بأمانة الله التي بين العباد فلا شيء عليه. وكذلك قال في عزة الله التي هي صفة ذاته، وأما العزة التي خلقها في خلفه فلا شيء عليه"، وهو في تهذيب الطالب أيضاً: ٢/ ٩٥ أ، ووصم الشيخ خليل في التوضيح: ١/ ٣١٠ هذا المذهب بالشذوذ.
(٣) في ق: قيل, والشطر الأول من البيت: ضجوا بأشمطَ عنوان السجود به.
(٤) هذا التأويل لابن أبي زيد في النوادر: ٤/ ١٥، وانظر التفصيل في البيان: ٣/ ١٧٥ - ١٧٨.
(٥) المدونة: ٢/ ١٠٤/ ١٠.
(٦) المدونة: ٣/ ٨٦/ ٣.
(٧) قريب من هذا في تهذيب البراذعي: ١٨١، وكل ما وجدته في مختصر ابن أبي زيد: ١/ ١١١ ب: "وقوله: أعزم بالله يمين".