للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأندلس، وبه أفتى أبو القاسم بن عتاب (١) وقاله شيخانا (٢) هشام بن أحمد الفقيه (٣) والقاضي محمد بن حمدين (٤) وغيرهم. وهو الذي يوجبه النظر. ولم ير ذلك يجوز في إسقاط النفقة أبو المطرف الشعبي (٥) وقال: يلزم على هذا فيما طلب من مالها أن يسوغ له إذا ساعدته وخشيت فراقه إن لم تفعل (٦).

قال القاضي - رحمه الله -: وهذا لا يلزم، والفرق بينهما أنها تقول في الوجه الأول: أنا إن فارقني رجعت آكل مالي وأسكن داري/ [ز ١٠٢] ولا أتزوج سواه، فسكوني (٧) الآن داري وأكلي مالي مع زوج (٨) أرغب فيه


(١) هو عبد العزيز بن محمد بن عتاب بن محسن - أخو أبي محمد شيخ القاضي عياض - قال عنه ابن بشكوال: روى عن أبيه كثيراً من روايته وأجاز له سائرها. كان حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه بصيراً بالفتوى صدراً في الشورى، عارفا بعقد الشروط وعللها، وكانت له عناية بالحديث. فاضلاً متصاوناً وقوراً معظماً عند الخاصة والعامة، توفي ٤٩١ وصلى عليه أخوه أبو محمد (انظر الصلة: ٢/ ٥٤٢ - ٥٤٣).
(٢) في ق: أشياخنا.
(٣) هو أبو الوليد المعروف بابن العواد، أحد مقدمي فقهاء قرطبة ومفتيها في وقته في الخير والعلم والفقه والإتقان. حافظ للرأي مقدم فيه على جميع أصحابه. تفقه بأبي جعفر بن رزق وابن الطلاع وأبي علي الجياني. شرع في جمع كتابي ابن عبد البر التمهيد والاستذكار فأعجلته عنه المنية. قال المؤلف: لقيته بقرطبة وقرأت عليه في داره ... توفي ٥٠٩ (انظر الغنية: ٢١٧ والصلة: ٣/ ٣٤٠).
(٤) في ق وح: حمديس. والمقصود: ابن حمدين، وقد حكاه عنهم المؤلف في مذاهب الحكام: ٢٢٦. وسبق التعريف به.
(٥) عبد الرحمن بن قاسم المالقي، قال عنه المؤلف: سمع المأموني السبتي في المرية وتفقه عنده، وأجازه القاضي يونس بن عبد الله. أخذ عنه شيخنا أبو عبد الله بن سليمان - ابن أخت غانم -. كانت له عند المرابطين وجاهة ومكانة، ولي قضاء بلده غير مرة، وتوفي ٤٩٧ (انظر المدارك: ٨/ ١٨٦ - المختصر - والصلة: ٢/ ٥٠٧).
(٦) في ح وس: يفعل، وانظر أحكام الشعبي: ٤٣٧.
(٧) في هامش ز أن خط المؤلف: فسكوني، وأصلحها الناسخ: فسكناي، وهو ما في خ. وكانت في ق: فسكوني، ثم أصلحت أيضاً: فسكناي. وهو ما في ح وم وس وع والمناهج: ٢/ ٥٣٣، ونقل ابن المؤلف في مذاهب الحكام: ٢٢٦ هذا النص عن التنبيهات بتصرف، وعبر عن هذه الجملة بقوله: فلأن أسكن داري.
(٨) في ق: زوجي، وهو ما في ح وم وس وع والمناهج.