للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري، فاذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه فرجعت، فقلت زملوني زملوني، فأنزل الله تعالى {يا أيها المدثر * قم فأنذر} إلى قوله {والرجز فاهجر} فحمي الوحي وتتابع)) (١).

وحكمة الله تعالى في ذلك أن لا يكون متطلعا لمثل هذا الأمر، فتسول له نفسه مثل هذه الأمور، فلم يكن يقرأ كتبا، ولا يجالس كهنة، ولا يختلف إلى راهب، ليكون جاهزا للتلقي من الله تعالى دون وساطة، ودون تدخل بشري مطلق، ويكون قلبه الشريف وعاء لوحي الله تعالى وحده، فلا تتدخل التصورات البشرية فيه، والتفسيرات الوضعية، ولا القصور الإنساني في ماهيته.

{الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد} (٢) {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين} (٣).

٣ - وهذه الآيات الكريمة التي أنزلها الله تعالى على قلب نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - {اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم} (٤) لتكون أول ما


(١) صحيح البخاري ك. ١ ب. ١.
(٢) إبراهيم: ١.
(٣) الشعراء: ١٩٢ - ١٩٦.
(٤) العلق: ١ - ٥.

<<  <   >  >>