للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وكلمة عن ابن هشام وعمله في سيرة ابن إسحاق]

هو أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري .. نشأ في البصرة، ثم نزل مصر .. والقول في وفاته غير مقطوع فيه برأي بين ٢١٣ هـ أو ٢١٨ هـ وكان إماما في النحو واللغة العربية، ويحدثنا عنه الذهبي وابن كثير أنه حين جاء إلى مصر اجتمع به الشافعي، وتناشدا من أشعار العرب: أشياء كثيرة.

وأما عمله في السيرة فكما قال عن نفسه: وأنا إن شاء الله مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم ومن ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ولده، وأولادهم لأصلابهم، الأول فالأول، من إسماعيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما يعرض من حديثهم، وتارك ذكر غيرهم من ولد إسماعيل على هذه الجهة للاختصار إلى حديث أسرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتارك بعض ما يذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شيء، وليس سببا لشيء من هذا الكتاب، ولا تفسيرا له ولا شاهدا عليه، لما ذكرت من الاختصار، وأشعارا ذكرها لم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء بعض الناس ذكره، وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته ومستقص إن شاء الله تعالى ما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له والعلم به.

[السيرة النبوية خلال القرون]

كان المشتغلون بالسيرة أولا محدثين ناقلين. ثم رأينا من جاء بعدهم جامعين مبوبين، ولما استوى للمتأخرين ما جمع المتقدمون، جاء طور النقد

<<  <   >  >>