للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عمر أنه أتى النبي (ص) فقال: يا رسول الله إني لا أدع مجلسا جلسته في الكفر إلا أعلنت فيه الإسلام. فأتى المسجد وفيه بطون قريش متحلقة. فجعل يعلن الإسلام. ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فثار المشركون فجعلوا يضربونه ويضربهم. فلما تكاثروا عليه خلصه رجل، فقلت لعمر من الرجل الذي خلصك من المشركين؟ قال: العاص بن وائل (١).

[وجوب الصبر على الابتلاء]

إذا كان الابتلاء لا بد قائما بالنسبة للمؤمن، فالصبر عليه وعلى مشاقه واجب، ومن فقد الصبر فافتتن في دينه أو ارتد على عقبه فقد وقع في سخط الله عز وجل.

{ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين وليعلمن الله الذين أمنوا وليعلمن المنافقين} (٢).

(وأكمل الخلق عند الله من كمل مراتب الجهاد كلها، والخلق متفاوتون في منازلهم عند الله تفاوتهم في مراتب الجهاد، ولهذا كان أكمل الخلق، وأكرمهم عند الله خاتم أنبيائه ورسله، فإنه كمل مراتب الجهاد، وجاهد في


(١) المصدر نفسه ٩/ ٦٥ وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
(٢) العنكبوت.١، ١١.

<<  <   >  >>