للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتجبر المصيبة. حدت بالنبي (ص) أن يختار ريحانة لتكون زوجا له بعد أن اختارت الله ورسوله ودخلت في الإسلام. وبقيت معلما عظيما من معالم الدعوة إلى الله. إن القتل يؤكد أن الثأر والتشفي ليس هو الذي يحرك المؤمنين. إنما هو القصاص العادل على الغدر والخيانة. ولا أدل على ذلك. من تزوج رسول الله (ص) واحدة منهن. وقد هدى الله قلبها للإسلام. لتكون قدوة لأخواتها السبايا يدخلن في دين الله. ويذبن الحقد في بوتقة الإيمان.

...

[(ح) صفية بنت حيي]

وما قيل عن ريحانة رضي الله عنها يقال عن صفية رضي الله عنها. فكلتاهما من يهود. شرح الله صدرهما للإسلام. وصارت صفية أما للمؤمنين في الأرض. ولم يحل أصلها اليهودي دون ذلك. بل كان رسول الله يعلمها. كيف تفخر بهذا الأصل على أخواتها العربيات: قولي لهم: ((أبي هارون وعمي موسى)) فهي من ضئضىء النبوة. ولو كان أبوها حيي بن أخطب هو فرعون يهود. وطاغيتهم الكبير فلا تزر وازرة وزر أخرى. وما لنا نبعد وهي التي أشارت لذلك.

فعن إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: لما دخلت صفية على النبي (ص) قال لها: ((لم يزل أبوك من أشد يهود عداوة لي حتى قتله الله))). فقالت: يا رسول الله إن الله يقول في كتابه: ولا تزر وازرة وزر أخرى. فقال لها رسول الله: ((اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك وتلحقي بقومك.))) فقالت: يا رسول الله لقد هويت الإسلام، وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث

<<  <   >  >>