للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تركت، وما أمرت فأمرنا تبع لأمرك، فوالله لو سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك) (١).

...

لقد تطور أمر الخروج إلى بدر من غنيمة القافلة إلى مواجهة قريش، وقد وصف القرآن الكريم فريقا من المؤمنين ببدر أنهم ابتداء، لم يكونوا يرغبون في الموجهة كما قال تعالى {... وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك بالحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} (٢) وقد رأينا بعض الروايات التي تؤكد هذا المعنى.

كما أن نفسية الجيش كله كانت ترغب بالقافلة دون المواجهة {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ..} (٣) لكن الإرادة الربانية كانت حتمية اللقاء والمواجهة، وبقي التركيز النبوي على الأنصار ليعلنوا موقفهم، فكانت الاستشارة التي تعددت أكثر من مرة، وكانت تهدف الأنصار مباشرة، فكان جواب السعدين هو الذي غير الجو كله، وعبأ النفوس للقتال، وسر به عليه الصلاة والسلام حتى وعد المسلمين بالنصر، وكأنه ينظر إلى مصارع القوم.

[ثالثا: استقصاء المعلومات عن العدو]

١ - ثم نزل قريبا من بدر فركب هو ورجل من أصحابه (قال ابن هشام: الرجل هو أبو بكر الصديق) قال ابن إسحاق (ص): كما حدثني محمد بن


(١) البداية والنهاية لابن كثير ٣/ ٢٦٢،٢٦٣.
(٢) الأنفال / من ٥ و ٦.
(٣) الأنفال / من الآية ٧.

<<  <   >  >>