حمراء الأسد، وعليه أن يرحل فزعا قبل أن يرى نواصي الخيل تطلع من المدينة .. ورحل.
[آثار المعركة]
١ - من حيث موقف المسلمين في المدينة:
(ولما حصل لرسول الله (ص) وأصحابه ما حصل جعل عبد الله بن أبي بن سلول والمنافقون يشمتون ويسرون بما أصاب المسلمين، ويظهرون أقبح القول، فيقول ابن أبي لابنه عبد الله وهو جريح قد بات يكوي جراحه بالنار: ما كان خروجك معه إلى هذا الوجه برأي. عصاني محمد وأطاع الولدان .. والله لكأني كنت أنظر إلى هذا. فقال ابنه: الذي صنع الله تعالى لرسوله وللمسلمين خير. وأظهر اليهود القول السيء، فقالوا: ما محمد إلا طالب ملك، ما أصيب هكذا نبي قط.
أصيب في بدنه، وأصيب في أصحابه، وجعل المنافقون يخذلون عن رسول الله (ص) أصحابهم ويأمرونهم بالتفرق عنه ويقولون: لو كان من قتل منكم عندنا ما قتل .. وسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك في أماكن، فمشى إلى رسول الله (ص) ليستأذنه في قتل من سمع ذلك منه من اليهود والمنافقين. فقال (ص):
((يا عمر إن الله تعالى مظهر دينه، ومعز نبيه، ولليهود ذمة فلا أقتلهم)) قال: فهؤلاء المنافقون؟ قال:((أليس يظهرون شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟)) قال: بلى يا رسول الله، وإنما يفعلون ذلك تعوذا من السيف فقد بان لنا أمرهم، وأبدى الله تعالى أضغانهم