(لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بن حرب بعيره، مشى عبد الله بن أبي رييعة، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية في رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخونهم يوم بدر فكلموا أبا سفيان بن حرب، ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا: يا معشر قريش إن محمدا قد وتركم، وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، فلعلنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منا ففعلوا)(١).
وقال البلاذري: بل مشى أبو سفيان إلى هؤلاء الذين سموا فباعوها، وكانت ألف بعير وخمسين ألف دينار. فسلموإ إلى أهل العير رؤوس أموالهم،
(١) السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ٦٠. وقد روى ابن إسحاق أخبار أحد عن الزهري (فقيه حافظ متفق على جلالته) وعن محمد بن يحيى بن حبان (فقيه ثقة) وعن عاصم بن عمرة بن قتادة (ثقة عالم بالمغازي) وعن الحصين بن عبد الرحمن (مقبول) فكل رواته ثقات إلا ابن عبد الرحمن. والأحاديث كلها مراسيل.