للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطاب، وهي تحافظ على سرية الدعوة الإسلامية، فتنكر أن تعرف رسول الله (ص) وأبا بكر، ثم تتدارك الموضوع في الذهاب إليه، ولا تتكلم أمام أم أبي بكر، حتى يأذن لها أبو بكر، بل تذكره بوجودها حفاظا على سرية الدعوة، وثقة أبي بكر بأمه - قبل أن تسلم -وذهابها لدار الأرقم. وهي على شركها تعطي ضوءا على إمكانية الثقة ببعض النوعيات التي تتعاطف مع الدعوة رغم أنها لا تؤمن بمبادئها، لكنها تحترم رجالها وتكن لها الحب والود والفداء.

[رابعا: الترغيب]

قال ابن كثير: (وقال الإمام عبد بن حميد في مسده .. عن جابر بن عبد الله قال: (اجتمع قريش يوما، فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه، ولينظر ماذا يرد عليه؟ فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: أنت يا أبا الوليد، فأتاه عتبة فقال: يا محمد أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله (ص). فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله (ص). قال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم، فتكلم حتى نسمع قولك. إنا بالله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك؛ فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم: أن في قريش ساحرا، وأن في قريش كاهنا، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى، أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى.

<<  <   >  >>