للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{لا يحل لك النساء ..} وأباح له التزوج. ولكنه لم يقع منه بعد ذلك تزوج لتكون المنة لرسول الله (ص) عليهن.) (١)

من هذه العوالم المباحة، والأبواب المشرعة، والآفاق الفسيحة لمحمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، نلحظ كيف تعامل عليه الصلاة والسلام. مع هذه المباحات. ليبرز الجوهر المكنون لسيد ولد آدم.

الذي اصطفاه ربه رحمة للعالمين. وقد مر هذا الأمر في عدة مراحل:

[المرحلة الأولى: حتى الخامسة والعشرين]

١ - أمضى رسول الله (ص) من عمره خمسا وعشرين عاما. وفيها عنف صبوة الشباب وتأجج العاطفة. في مجتمع الجاهلية الآسن الذي يستبيح حتى الزنا. وقد عصمه الله تعالى عن كل سوء. حتى مجالس اللهو التي يقصدها السمار والشباب كان عزوفا عنها. كما حدثنا عليه الصلاة والسلام عن نفسه:

((ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من الغناء إلا ليلتين كلتاهما عصمني الله عز وجل فيهما. قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاء غنم أهلها. فقلت لصاحبي: ابصر لي غنمي حتى أدخل مكة أسمر فيها كما يسمر الفتيان. فقال: بلى. قال: فدخلت حتى جئت أول دار من دور مكة. فسمعت عزفا بالغرابيل والمزامير. فقلت: ما هذا؟ قالوا: تزوج فلان فلانة فجلست أنظر، وضرب الله على أذني. فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس. فرجعت إلى صاحبي. فقال: ما فعلت؟

فقلت: ما فعلت شيئا. ثم أخبرته بالذي رأيت، ثم قلت ليلة أخرى:


(١) تفسير ابن كثير ٥/ ٤٨٦.

<<  <   >  >>