للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه. فبايعوا الرسول (ص) على الإسلام فأسلموا) (١).

وأمام الانتصارات في بدر، والتي ظهرت على صورة معجزة من السماء بدأ ظهور المناففين بشكل واضح. وكانوا يأتمرون بأمر عبد الله بن أبي الذي كانت عقدة الزعامة والمنصب تأكل قلبه. فلم يعد قادرا على أن يواجه الرسول (ص) بعداوة واضحة. لأن من حوله سوف ينفضون عنه لضعفهم أمام قوة المسلمين. ولم تطاوعه نفسه أن يسلم نفسه لله. فأمسك العصا من الوسط. وضمن بقاء أتباعه وجنوده معه. فظاهر الأمر هم مسلمون. وضمن بقاء قيادته وزعامته لهم طالما أنهم غير مكلفين بالمواجهة السافرة. وكانت آيات القرآن تندد بهؤلاء تلميحا لا تصريحا بأسمائهم.

٣ - دورهم في غزوة بني قينقاع:

قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: (فحاصرهم نول الله (ص) حتى نزلوا على حكمه. فقام إليه عبد الله بن أبي بن سلول، حين أمكنه الله منهم فقال: يا محمد، أحسن في موالي. وكانوا حلفاء الخزرج، قال: فأبطأ عليه رسول الله (ص) فقال: يا محمد أحسن في موالي قال. فأعرض عنه. فأدخل يده في جيب درع رسول الله (ص) فقال له رسول الله (ص): أرسلني. وغضب رسول الله (ص) حتى رأوا لوجهه ظللا، ثم قال: ويحك! أرسلني، قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي، أربع مائة حاسر وثلاث مائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في


(١) البخاري المصدر نفسه / ص ٥٠.

<<  <   >  >>