يقول ابن إسحاق في تفسير ما نزل في هذه الغزوة من سورة الأنفال:{.. وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير} أي يوم فرقت فيه بين الحق والباطل بقدرتي يوم التقى الجمعان منكم ومنهم {إذ أنتم بالعدوة الدنيا} من الوادي {وهم بالعدوة القصوى} من الودي إلى مكة {والركب أسفل منكم} أي عير أبي سفيان التي خرجتم لتأخذوها وخرجوا ليمنعوها على غير ميعاد منكم ولا منهم {ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد} أي ولو كان ذلك عن ميعاد منكم ومنهم ثم بلغهم كثرة عددهم وقلة عددكم ما لقيتموهم {ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا} أي ليقضي ما أراد بقدرته من إعزاز الإسلام وأهله وإذلال الكفر وأهله من غير بلاء منكم ففعل ما أراد من ذلك بلطفه ثم قال (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حييى عن بينة وإن الله لسميع عليم} أي ليكفر من كفر بعد الحجة لما رأى من الآية والعبرة، ويؤمن من آمن على مثل ذلك)(١).
٢ - ويحدثنا سيد رحمه الله تعالى عن هذا الفرقان فيقول:
(أ) (... وكانت فرقانا بين عهدين في تاريخ الحركة الإسلامية: عهد المصابرة والصبر والتجمع والانتظار وعهد القوة والحركة والمبادأة والاندفاع، والإسلام بوصفه تصورا جديدا للحياة، ومنهجا جديدا للوجود الإنساني؛ ونظاما جديدا للمجتمع، وشكلا جديدا للدولة، بوصفه