للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حصونهم، وتدك عروشهم، وتفل جيوشهم .. حتى عادوا إلى الإسلام. أو لقوا مصرعهم كافرين. وكان الكتاب الذي وجهه الصديق إلى هؤلاء المردة المرتدين. هو الذي يمثل أصالة الجيل الرباني النبوي. وحفاظه على الإسلام عقيدته وشريعته. يكفينا أن ندعه ينطق بنفسه. ليكون نبراسا هاديا للدعاة في الأرض. وهم يعملون لمواجهة الردة اليوم:

[بسم الله الرحمن الرحيم]

من أبي بكر خليفة رسول الله (ص) إلى من بلغه كتابي هذا من عامة وخاصة أقام على إسلامه أو رجع عنه. سلام على من اتبع الهدى، ولم يرجع بعد الهدى إلى الضلالة والعمى. فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأن محمدا عبده ورسوله، نقر بما جاء به، ونكفر من أبى ذلك ونجاهده. أما بعد: فإن الله أرسل محمدا بالحق من عنده إلى خلقه بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين. فهدى الله بالحق من أجاب إليه، وضرب رسول الله (ص) بإذنه من أدبر عنه. حتى صار إلى الإسلام طوعا وكرها. ثم توفى الله رسوله، وقد نفذ لأمر الله. ونصح لأمته، وقضي الذي عليه. وكان الله قد بين له ذلك. ولأهل الإسلام في الكتاب الذي أنزل فقال: {إنك ميت وإنهم ميتون (١)} وقال: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفائن مت فهم الخالدون (٢)} وقال للمؤمنين {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل


(١) الزمر / ٣٠.
(٢) الأنبياء / ٣٤.

<<  <   >  >>