للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}. (١) فمن كان إنما يعبد محمدا فإن محمدا قد مات. ومن كان إنما يعبد الله وحده لا شريك له فإن الله له بالمرصاد حي لا يموت. ولا تأخذه سنة ولا نوم، حافظ لأمره، منتقم من عدوه بحزبه. وإني أوصيكم بتقوى الله وحظكم ونصيبكم، وما جاءكم به من نبيكم محمد (ص). وأن تهتدوا بهداه، وأن تعتصموا بدين الله، فإن كل من لم يهده الله ضال، وكل من لم يعافه مبتلى، وكل من لم يعنه مخذول، ومن هداه غير الله كان ضالا، قال الله تعالى: {من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا} (٢) لم يقبل له في الدنيا عمل حتى يقر به. ولم يقبل له في الآخرة صرف ولا عدل.

وقد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينه، بعد أن أقر بالإسلام، وعمل به، اغترارا بالله، وجهلا بأمره، وإجابة للشيطان، قال الله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن فقسق عن أمر ريه افتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا} (٣) وقال: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} (٤) وإني بعثت إليكم فلانا في جيش من المهاجرين


(١) آل عمران / ١٤٤.
(٢) الكهف / ١٧.
(٣) الكهف / ٥٠.
(٤) فاطر / ٦.

<<  <   >  >>