فأخذته، وقتلوا أخاه، وقد كان عليه قباء من ديباج مخوص بالذهب. فاستلمه خالد. فبعث به إلى رسول الله (ص) قبل قدومه به عليه.
قال ابن اسحاق عن أنس بن مالك: رأيت قباء أكيدر حين قدم به على رسول الله (ص). فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم ويتعحبون منه. فقال رسول الله (ص) أتعجبون من هذا؟ فو الذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا. ثم إن خالدا قدم بأكيدر على رسول الله (ص). فحقن له دمه، وصالحه على الجزية. ثم خل سبيله. فرجع إلى قريته (١).
[من فقه الغزوة]
لسنا أمام معركة يسود فيها القتل والضرب والطعان. لكننا أمام معركة نفسية من أعنف المعارك. يتدرب فيها المسلمون على مشاق الحياة وصعوباتها، ويتعلمون فيها على الانضباط، والالتزام التام، بالأوامر والنواهي والجهاد بالمال قبل الجهاد بالنفس.
١ - لقد كانت تبوك أول تجربة لهذا التجمع الإسلامي الذي امتد في الجزيرة العربية كلها، وبلغت الأخبار إلى رسول الله (ص) (أن الروم قد جمعوا جموعا كثيرة بالشام، وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة. وأجلبت معه لخم وجذام وغسان وعاملة وزحفوا، وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء وعسكروا بها، وتخلف هرقل بحمص. ولم يكن ذلك. إنما ذلك قيل.