٨ - وليست قضية النقباء الاثني عشر، إلا تحديدا للمسؤولية، كل واحد من عشيرته وقومه، مقابل كفالة رسول الله (ص) عن المهاجرين، وبذلك تشكلت القيادة التي تحمل التبعية الكاملة للحرب.
[ثانيا: التخطيط لها وأهميتها في تاريخ الدعوة]
١ - (عن عائشة زوج النبي (ص) قالت:
لم أعقل أبوي قط إلا وهم يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله (ص) طرفي النهار بكرة وعشية .. وتجهز أبو بكر قبل المدينة، فقال له رسول الله (ص): ((على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي)) فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال:((نعم)) فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله (ص) ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر - وهو الخبط - أربعة أشهر.
قال ابن شهاب: قال عروة: قالت عائشة:
فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله (ص) متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فدى له أبي وأمي، والله ما جاء به هذه الساعة إلا أمر. قالت: فجاء رسول الله (ص)، واستأذن فأذن له، فدخل فقال النبي (ص) لأبي بكر: ((أخرج من عندك)) فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله، قال:((فإني قد أذن لي في الخروج)) قال أبو بكر: الصحابة بأبي أنت يا رسول الله؟ قال رسول الله (ص): (نعم)) قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى