للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن ندعى ويعطى الغنيمة غيرنا.

فبلغه ذلك. فجمعهم في قبة. فقال: ((يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم)) فسكتوا. فقال: ((يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبون برسول الله (ص) تحوزونه إلى بيوتكم.)) قالوا: بلى: فقال النبي (ص): ((لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار.))

فقال هشام: يا أبا حمزة وأنت شاهد على ذلك. قال: وأين أغيب عنه) (١).

...

[من فقه الغزوة]

١ - لقد كانت حنين في حقيقة الأمر امتدادا لفتح مكة. غير أنا أفردناها عن فتح مكة. لأن القرآن الكريم أفردها بالذكر. وتطوى في هذا المجال الفترة الزمنية. بينما يأخذ الحديث عن عبر حنين مداه. لأنها تمثل خطا أصيلا من خطوط مبادىء النصر والهزيمة في الإسلام.

٢ - {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضافت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين. ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم} (٢).


(١) المصدر نفسه ٢٠٢ - ٢٠٣.
(٢) التوبة: ٢٥ - ٢٧.

<<  <   >  >>