للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ - (لن نغلب اليوم عن قلة) (١) قالها رسول الله (ص)، أو قالها رجل من بني بكر، أو قالها غلام من الأنصار. وحين يقولها النبي (ص) إنما يعني أن الخلل لن يأتي من العدد - والله أعلم - وحين يقولها غيره. فلا شك أن كثرة العدد قد غرته وأعجبته. ورأى أنه لن يكون هزيمة وهذه الأعداد الضخمة قائمة، والتي بلغت اثني عشر ألفا من المسلمين أو أربعة عشر الفا في رواية ثانية. ولم تشهد جزيرة العرب جيشا بهذه الضخامة منذ أن وجدت الجزيرة. وهم مسلمون وفيهم رسول الله (ص). فلن يتطرق إلى ذهن أحدهم وقوع الهزيمة بحال.

ب - غير أن الله تعالى الذي نصر المؤمنين في مواقع كثيرة.

أراد أن يتربى هذا الجيش كله، وبأعداده الضخمة الوافدة الجديدة. على مبدأ - النصر من عند الله - وأن الله تعالى هو الذي يهبه ويعطيه ابتداء. وليس النصر متحققا بكثرة العدد والعدة، وقوة الشكيمة. وإن كانت هذه أسباب يكلف المسلم بها من حيث الإعداد والتهيؤ.

وفي المرحلة السابقة كان هذا الأمر واضحا لهم من الواقع العملي.

ففي كل المعارك التي خاضوها كان عددهم أقل. ففي حسهم النصر من عند الله واقع. لأنهم أقل عددا وعدة. أما الآن. وقد دخل الناس في دين الله أفواجا، وطغى جانب الثقة بالعدد والكثرة والعدة. وضعف


(١) نسبها ابن هشام لرسول الله (ص) عن رجل من أهل مكة. ففي السند جهالة. ونسبها ابن إسحاق إلى رجل من بني بكر والصحيح أن غير رسول الله (ص) هو الذي قالها كما حقق الصالحى في كتابه سبل الهدى والرشاد ٥/ ٤٦٩.

<<  <   >  >>