مع عبد الله بن أبي. وجاء القرآن الكريم فدمغهم بالخيانة، والتمالؤ مع الكفر، وقال عنهم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان، ووصفهم بأنهم إخوان الذين كفروا. وكانت هذه التعرية مهمة جدا في التعامل معهم.
صحيح أن القتل الجسدي لم يقع، ولكن القتل المعنوي لهم قد وقع، ولم يكن أمامهم خيار إلا بالقبول في هذا الواقع الذليل المفضوح، أو حسن التوبة والإنابة والانضمام إلى الصف المسلم، وقال القرآن فيهم:{إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما}(١).
٢ - من حيث جرأة العرب على المؤمنين:
وامتدت آثار الغزوة خارج المدينة، فأصبحت القبائل المجاورة تطمع في النيل من المسلمين، وتتالت المحن على الصف المؤمن بعد أحد، وامتد ليل المحنة الطويل إلى غزوة الخندق، فكانت في هذه المرحلة الصعبة محنة سرية الرجيع واستشهاد أبطالها الأحد عشر، ومحنة بئر معونة واستشهاد سبعين من القراء خيرة أصحاب النبي (ص)، وجرت محاولات لغزو المدينة، ومحالات لاغتيال الرسول عليه الصلاة والسلام.
وأمام هذه المحن، كانت القيادة النبوية الساهرة، والصف المؤمن الفدائي، يفتت كل تلك المؤامرات وقامت الخطة النبوية بعملية الغزو لمواقع العدو قبل أن يتم تجمعه، وهو يعد العدة للانقضاض على المدينة، فقد كانت غزوة حمراء الأسد عقب أحد بيوم واحد، وغزوة ذات الرقاع