للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند هذه النكبة، فقال: ((إني نهيت عن قتل من قال لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، يابن الخطاب: إن قريشا لن ينالوا منا مثل هذا اليوم حتى نستلم الركن))) (١).

قال ابن شهاب الزهري:

(لما قدم رسول الله (ص) المدينة كان عبد الله بن أبي بن سلول له مقام يقومه كل جمعة لا ينكر شرفا له في نفسه وقومه، وكان شريفا فيهم. إذا جلس رسول الله (ص) يوم الجمعة وهو يخطب الناس قام عبد الله فقال: أيها الناس هذا رسول الله بين أظهركم، أكرمكم الله تعالى، وأعزكم به، فانصروه وعزروه واسمعوا له وأطيعوا. ثم يجلس حتى إذا صنع يوم أحد ما صنع ورجع بالناس قام يفعل ذلك كما كان يفعل. فأخذ المسلمون ثوبه من نواحيه، وقالوا له: اجلس أي عدو الله، لست لذلك بأهل. وقد صنعت ما صنعت، فخرج يتخطى رقاب الناس ويقول: والله لكأنما قلت بجر أن قمت لأشد أمره. فلقيه رجل من الأنصار بباب المسجد فقال له: ما مالك؟ ويلك. قال: قمت أشدد أمره فوثب رجال من أصحابه يجذبونني ويعنفونني لكأنني قلت بجرا أن قمت أشد أمره. قال: ويلك، ارجع يستغفر لك رسول الله (ص). فقال: والله ما أبتغي أن يستغفر لي) (٢). لقد سقطت الأقنعة عن المنافقين في المدينة، وانفضحوا بأعيانهم وأشخاصهم خاصة الذين انخذلوا


(١) سبل الهدى والرشاد للصالحي ٣٣٨/ ٤.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ١٠٥.

<<  <   >  >>