للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله أن يعودوا دائما إلى ذاتهم، ويراجعوا سلوكهم، ويتفحصوا مسيرتهم ليصححوا الخطأ، ويرتفعوا بمستوى تربيتهم على خط الإسلام الصاعد، وعلى طريق القمة الإسلامي الشامخ. إذ قد يكونون في السفح، وليس الذي يرى القمة يعني أنه وصل إليها، وليس معرفتنا النظرية بمجتمعنا الإسلامي الأول، أننا صرنا أولئك الجيل، فالطريق طويل طويل وشاق وشاق حتى نتابع الأمر صعدا فيه.

[ثالثا: وثيقة المدينة (الدستور الإسلامي)]

قال ابن سحاق (١):

(وكتب رسول الله (ص) كتابا بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه يهود وعاهدهم، وأقرهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم).


(١) أسهب الدكتور أكرم العمري - حفظه الله - في الحديث عن صحة هذه الوثيقة، وتفنيد ادعاء وضعها، نأخذ منه المقتطفات التالية:
ونظرا لأهمية الوثيقة التشريعية إلى جانب أهميتها التاريخية، فلا بد من تحكيم مقاييس أهل الحديث فيها لبيان درجة قوتها أو ضعفها، وما ينبغي أن يتساهل فيها كما يفعل مع الروايات والأخبار التاريخية الأخرى، إن أقدم من أورد نص الوثيقة كاملا هو محمد بن إسحاق (ت ١٥١ هـ) لكنه أوردها بدون إسناد. وقد صرح بنقلها عنه كل من ابن سيد الناس وابن كثير، فوردت عندهما دون إسناد أيضا. وقد ذكر البيهقي إسناد ابن إسحاق للوثيقة التي تحدد العلاقات بين المهاجرين والأنصار دون البنود التي تتعلق باليهود. لذلك لا يمكن الجزم بأنه أخذها من نفس هذه الطريق أيضا. وقد ذكر ابن سيد الناس أن ابن أبي خيثمة أورد الكتاب (الويقة) فأسنده بهذا الإسناد (حدثنا أحمد بن خباب أبو الوليد حدثنا عيسى بن يوسف حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده: أن رسول الله (ص) كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار فذكر بنحوه، ولكن يبدو أو الوثيقة وردت في القسم المفقود من تاريخ ابن =

<<  <   >  >>