ولعله لا يكون دورهم إلا تسليم الراية لمن بعدهم يتابع المسير، ولعل النصر من نصيب جيل جديد، هم حداته ومقدمته.
[ثالثا: عرض نفسه على القبائل]
قال موسى بن عقبة عن الزهري:
(فكان رسول الله (ص) في تلك السنين، يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم ويكلم كل شريف قوم، لا يسألهم مع ذلك إلا أن يؤوه ويمنعوه ويقول:((لا أكره أحدا منكم على شيء، من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذلك، ومن كره لم أكرهه، إنما أريد أن تحوزوني فيما يراد لي من القتل، حتى أبلغ رسالة ربي، وحتى يقضي الله لي ولمن صحبني بما شاء)) فلم يقبله أحد منهم، وما يأتي أحدا من تلك القبائل إلا قال: قوم الرجل أعلم به .. أترون أن رجلا يصلحنا، وقد أفسد قومه ولفظوه؟! وكن ذلك مما ذخره الله للأنصار وأكرمهم به) (١).
وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال:
(لما أفسد الله عز وجل صحيفة مكرهم خرج النبي (ص) وأصحابه فعاشوا وخالطوا الناس ورسول اللهء (ص) في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم ويكلم كل شريف، لا يسألهم مع ذلك إلا أن يؤوه أو