للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد غدا اسم محمد (ص) تهفو به قلوب الجن، وليس قلوب الإنس فقط .. ليس قلب أبي بكر وعمر وعبد الرحمن وسعد، وطلحة والزبير، العشرة المبشرون .. هناك التسعة الحواريون من عالم الجن، حملوا اللواء والراية، ووطنوا أنفسهم دعاة إلى الله .. {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ..} (١).

...

وبعد .. فما أحوج الدعاة إلى الله ليقفوا وقفات التأمل هذه عند هذه الحادثة الفذة الخالدة، يتعلمون منها:

- الصبر على الأذى، والتحمل لأعباء الدعوة وتكاليفها.

- ومراجعة الطريق، وتصحيح المسار، أن يكون به خلل يغضب الله ورسوله، فيحول دون التوفيق، ويؤدي إلى استمرار المحنة ..

- وأن يبقى الهدف الأول والأسمى هو انتصار دعوتهم ودينهم، وليس انتصار أنفسهم، هو هداية عدوهم، واحتلال قلوبهم بعظمة هذا الدين، وليس الثأر لذاتهم وشخصيتهم.

وأن يوطنوا أنفسهم على طول الطريق، وبعد الغاية، والنظر للدعوة من خلال الأجيال، لا من خلال اللحظات العنيفة القائمة، (عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله).


(١) الجن ٢،١.

<<  <   >  >>