للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لها مخلوق في هذا الوجود.

وأنتم أيها الدعاة إلى الله، هل لكم أن تفقهوا عظمة هذا الدرس حين تملك الدعوة على المسلم كل قلبه ومشاعره وحياته .. ويكون انتصار الدعوة هو الهدف الأول والأخير؟!

٥ - وأنك لعلى خلق عظيم .. وبعد هذا الإكرام، وبعد هذا السمو .. ماذا كان الإكرام الرباني؟!

كان أن انتقلت دعوته إلى الثقلين، هذه الدعوة التي رفضها أولاد ياليل في هذه البقعة النائية من الأرض، المنسية من التاريخ، والتي حفل الأولاد والسفهاء فيها بتعذيب سيد الدعاة وإيذائه ورضخه بالحجارة .. أن انتقلت إلى عالم آخر .. عالم الجن.

{فاسفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب} (١).

هؤلاء الجن يتلقون دعوة النبي (ص)، دون أن يدري، فيأخذوها ويمضوا بها إلى قومهم، إلى عالم الجن، عالم لا يعرفه رسول الله (ص)، وجد الدعاة، ووجد الصحابة، ووجد الحواريين في عالم الجن يبلغون دعوة رسول الله (ص) إلى قومهم.

{يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم} (٢).


(١) الصافات ١١.
(٢) الأحقاف ٣١.

<<  <   >  >>